هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة الكون !!!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
obscureboy
مشرف ( الأقسام الأدبية )
مشرف ( الأقسام الأدبية )



ذكر عدد الرسائل : 1
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

قصة الكون !!! Empty
مُساهمةموضوع: قصة الكون !!!   قصة الكون !!! Icon_minitimeالخميس أبريل 24, 2008 8:52 pm

ها هو أخيرا، بعد طول انتظار بدأ بالتشكل ، إنه المشروع الأعظم. مشروع لم يكن ولن يكون مثله ابد, يحمل اسم بسيط , مكون من أحرف هزيلة لكنها تحمل في طياتها عظمة ليس بعدها عظمة وعجائب ليس بعدها عجائب.
ماهي إلا لحظات ماهي إلا سويعات ماهي إلى أيام حتى بدأت ملامح هذا الإنجاز بالظهور ومعالمه بالوضوح ويوما بعد يوما لتكتمل العدة وتنقضي المدة ويزال الستار عن ذلك المعلم العظيم نعم : إنه الكون ، فسيح وسيع كبير عظيم معجز مذهل رهيب عجيب
إنه كمنزل كبير بل كقصر عملاق مكتظ بالسكان مزدحم بالأحداث مليء بالوقائع . حين تتجول بين جنباته فإنك لن تجد في أشرفه وأحسنه سوى العظماء من شموس ونجوم , وحين تقلب ناظريك في باحاته وأفنيته وحدائقه فإنك ستجد تلك الكواكب تداعب أقمارها وتلاعبها, أما حين تحل ضيفا على أزقتها فلن تلقى مرحبا لك سوى حشد من النيازك الذين يقضون جل أوقاتهم في التخطيط والترتيب لتلك الهجومات الإرهابية التدميرية التي يشنونها على أجساد الكواكب البريئة. وبين هذه وتلك يقف ذلك الكوكب الأزرق المدلل أمام شرفة مطلة على فناء ذلك القصر . يطالع تلك الجهة المعتمة. تلك المساحة التي طالما سمع عنها حيث قيل إنها المنطقة الوحيدة التي مازالت فارغة . كما قيل أنها منطقة شحيحة عديمة الفائدة مخيفة المقام. لم يدخلها أحد ولم تلقى متبرعا يسكنها ويبسط نفسه عليها.
وتمر السنين فيكبر ذلك الكوكب ويبلغ أشده لينال أخيرا حق التجول في مناطق الطبقة الوسطى لذلك القصر بأكملها -حيث لا يسمح بالتجول في الأفنية الخارجية لغير البالغين- وبينما كان الكوكب الأزرق يتجول مع أصحابه وأقرانه إذا بلوحة كتب عليها "مكتب البقعة المعتمة" تستوقفه وتشد ناظريه إليها ليقف برهة يتأمل في حروفها وكلماتها وماتحمله كل منهما في طياتها, ثم مالبث أن عاد لوعيه بعد علو صوت النداءات من قبل أقرانه.
وفي اليوم التالي وبينما كان الكوكب الأزرق يجول بين أسياب القصر وصالاته إذا به يلمح تلك الشرفة التي وقف عليها يوما ما فتوقف قليلا ليتدارس الموضوع في ذهنه وليقوم بالعديد من المقارنات. وأخيرا تكون في داخله اليقين الجازم بصدق ما يراه ليثب وثبة عنيفة أعقبها بركض غير موزون وكأنما كل شهب الكون تطارده فأصبح يتنقل يمنة ويسرى حتى وصل أخير إلى مرماه فوقف يتنفس الصعداء ويلهث من شدة التعب. وماهي إلا لحظات حتى استعاد قواه واعتدل قوامه ليقف أمام ذلك المنظر من جديد, بيد أنه في هذه المرة وجد أن العتم قد تناقص وأصبح محصورا في بقعة بسيطة, فثارت الأسئلة بداخله مالذي يحدث هناك؟ ماهذه الكواكب التي أضاءت معظم ذاك الظلام الدامس؟ ولماذا هي مقيدة بأماكنها ؟ وما ذاك العرش الموجود في رأسها ؟ ؟؟؟ ......
فلم يجد لأيها جوابا....
ولكنه أخيرا قرر بأن يجد لنفسه جوابا فحزم نفسه وأعدها وتوجه مسرعا لذلك المكتب فقد بلغ الفضول في نفسه مبلغا عظيما, وما إن وقف على عتبة ذاك الباب حتى تردد في الدخول فليس المنظر مريحا وليس المدخل كريما, وبعد حوارات عديدة جرت بينه وبين خاطره توصل إلى قرار الدخول فليس هناك مانع في التجربة على حد تفكيره, وماهي إلا خطوات حتى وقف ولأول مرة أمام أحد النجوم التي لم يتوقع يوما أن يلمح طيف أحدها. فعادة ماتكون النجوم في أماكن كريمة مرموقة ولم يحكى يوما أن نجما قد نزل إلى مستوى هذه الأجرام الصغيرة وبعد فترة صمت وترقب ليست بقصيرة تكلم النجم بنبرة يائسة قائلا :"أهازل أنت أم جاد؟!!"
فرد الكوكب بتلعثم وأمطار الخوف تتدفق من وجهه : "هازل أم جاد في ماذا؟"
فقال النجم : "أتعلم على ما أنت مقدم؟؟ أم هو الفضول من ساقك إلى هنا؟؟!!...."
فتبعثرت قواميس الكوكب وتمزقت صفحاته ; فهيبة السائل قد أضفت على السؤال رعبا وغموضا مخيفا, لم يجد جوابا وظل السكوت يعتري عقله وملافظه.
ليعيد النجم السؤال ثانية بصوت هادئ ونبرة رقيقة مع تجاهل الشق الثاني منه.....
سهل الجواب على الكوكب فرد عليه بحرفين كأنما كانت جملتين قائلا "لا"
انطلق نفس يائس من النجم ليرسم أنواع الحزن على معالم وجهه.
وبعد لحظة صمت أخرى أخذت ساقا الكوكب المرتعدة تهدأ وأخذ قوامه بالإعتدال من جديد. ليقطع هذا الصمت قائلا : "ولكني أريد أن أعرف مايجري خلف هذا الغموض..."
فتغيرت ملامح وجه النجم ورفعه صوب ذلك الكوكب من جديد حين سمع هذه الجملة ثم مالبث أن قال بشيء من الثقة : "غموض, نعم إنه الغموض بحد ذاته تعال أيها الكوكب لأريك"
فتح النجم نافذة موجودة في آخر المكتب فإذا هي مطلة على ذلك العرش العظيم.
فظهرت أسمى وأعلى مراتب الإندهاش على محيا الكوكب يصطحبها تأمل وتفكر وتحليل لما يحويه هذا العرش من عجائب.
ثم قطع النجم هذا التأمل بحركة ماكرة أردف معها قائلا :" أترى تلك البقعة المعتمة هناك؟؟"
فتحرك وجه الكوكب المندهش يمنة ويسرى ليستقر أخيرا حذاء وجه النجم وهو يعكس ما يدور في داخله من حروب ومعارك تحصل بسبب تراكم الأسئلة بعضها على بعض......
تحرك النجم مقتربا نحو النافذة تاركا خلفه ذلك الحائر المسكين ثم أردف قائلا إن تلك البقعة التي تراها مظلمة تحتاج إلى منير لها لأتمكن أنا من الجلوس على هذا العرش الذي تراه أمامك.
وأخيرا سأل الكوكب ولكني كنت أراها في صغري أعظم وأكبر؟؟
قال النجم نعم لقد كانت كذلك منذ ملايين السنين لأنها كانت مهجورة إلى أن جئت أنا ونزلت من مستواي الأعلى إلى ماهو أدنى لأبسط نفوذي عليها و أتسيدها. وماإن حاول الكوكب السؤال عن السبب حتى لقي الإجابة تقول : حيث أني سمعت بأن ملوك الكون سيسكنوننها وأحببت أن أتسيدها قبل أن يجيئوا...
فسأل الكوكب باستغراب ودهشة ملوك الكون؟!!!
فقال النجم: نعم ملوك الكون. تقول الأسطورة أن ملوك الكون هم ليسو نحن. وإنما نحن سخرنا لخدمتهم، وتقول الأسطورة أن من يجلس على هذا العرش سيكون الخادم الأعظم وسكون الأقرب لهم لأنهم سيهبطون على أحد هذه الكواكب التي تراها أمامك، فإن هؤلاء العشرة هم من صدقوني وصدقوا الأسطورة وكل منهم يطمح لأن يكون مهبطا للملوك. وكما ترى فهم بانتظار مكملهم لتصبح الأسطورة كاملة , وعندها سيهبط الملوك كما ورد.

صمت يعتري الواقفين حتى قطعه الكوكب قائلا : " أنا لها".

ذهل النجم ذهولا عنيفا وسأل بحدة أهازل أنت أم جاد؟؟
فقال الكوكب بثقة عالية : "بل جاد". فتمتم النجم بكلمات غير مفهومة من شدة خوفه وجزعه حيث أن ساعة الصفر قد حانت فإما أن تصدق الأسطورة فيكون له مراده وإما أن يكون ضحية كذب الأساطير. وما إن هدأت نفسه وخفت روعته حتى :" قال فاليكن مايكن , هيا معي أيها الكوكب لأقلدك مكانك ولأحتل أنا منصبي ".
وماهي إلا دقائق قلائل , حتى وصلا جميعا إلى تلك العتمة بعد ترحيب حافل من بقية المجموعة ,فدخل الكوكب فيها فأضاءت , فحل صمت رهيب قطعه ضجيج وجلبة, فالهتاف في كل مكان والأهازيج أشكال وألوان, ليقطع هذا كله صرخة مدوية من النجم ثم أردف يقول بصوت سمعه الجميع بالتساوي : "الآن أيتها المجموعة سأتربع على عرشي ليظلم الكون كله وتضيء مجموعتنا كما تقول الأسطورة, وبعدها ننتظر حضور الملوك لنبوء بالمنزلة الرفيعة المرموقة الموعودة". فيهتف الجميع "ملوك ملوك ملوك ملوك" ويتوجه النجم إلى العرش ثم يصعد درجاته ويعدل ردائه ثم ينظر حوله حيث صمت رهيب يعم المكان , وفجأة يُسقط النجم جسده على ذاك الكرسي منتظرا مالذي سيحدث
وتمر اللحظة الأولى دون تغير يذكر ثم تمر اللحظة الثانية فالتالية وتمر اللحظات لتصبح ساعات لتصبح سنين لتصبح قرون ولا محرك لساكن. إذا لقد كذبت الأسطورة فالكون هو الكون مازال مضيئا بجميع أجزائه , وملوكه هم ملوكه وخدامه هم خدامه سوى ذاك النجم الذي كان ضحية الأساطير فلن يعود نجما ملكا لأن من نزل لا يعود أبدا.

هكذا كانت قصة كون الخيال أما الكون الحقيقي فقد هبط فعلا ملوكه -الذين هم نحن- من عند مالكه ,وهذه القصة مصداق لقول الشاعر

وتــــحســــب أنـــك جــــرم صــغــيــر&&&&&&&وفــيــك انــطــوى الــعــالــم الأكــبــر

تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت المدينه
مشرفة ( المنتديات العامة )
مشرفة ( المنتديات العامة )
بنت المدينه


عدد الرسائل : 35
تاريخ التسجيل : 18/04/2008

قصة الكون !!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الكون !!!   قصة الكون !!! Icon_minitimeالجمعة أبريل 25, 2008 2:07 pm

يسلمووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
maddina
مدير المنتدى
مدير المنتدى
maddina


ذكر عدد الرسائل : 42
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 12/04/2008

قصة الكون !!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة الكون !!!   قصة الكون !!! Icon_minitimeالجمعة أبريل 25, 2008 8:58 pm

مشكوووووور والله موضوع جميل جداً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maddina.yoo7.com
 
قصة الكون !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ثقافة وأدب :: القصص والروايات-
انتقل الى: